صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها

jamil

صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها

إن صلاة الاستخارة من السنن المستحبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يعلم الصحابة كيفية استخارة الله في أمورهم مثلما يعلمهم سورة من القرآن الكريم، ولذلك نتعلم صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها بشيء من التفصيل وكل منهم على حدة:

صلاة الاستخارة كيف تصلي

قد جاء في السنة النبوية عن جابر بن عبد الله: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل:

“اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي”

 “أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» [صحيح البخاري].

متى يقال دعاء الاستخارة

في إطار معرفة صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها يجدر بنا الإشارة إلى الوقت التي يجدر بنا قول دعاء الاستخارة فيه، حيث يقال دعاء صلاة الاستخارة بعد الانتهاء من أداء الركعتين ولقد أتفق على ذلك المذاهب الأربعة: الحنفية، الشافعية، المالكية، الحنابلة.

ولقد استدلوا على ذلك من السنة النبوية الشريفة لما جاء عن جابر بن عبد الله حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ…” [صحيح البخاري].

ونجد وجه الدلالة في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الدعاء بعد كلمة ثم التي تفيد الترتيب والتعقيب مع التراخي.

معرفة نتائج صلاة الاستخارة

استكمالًا للحديث عن صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها، يجدر بنا الإشارة إلى أن هناك بعض النتائج والأدلة التي يمكنك من خلالها معرفة نتيجة صلاة الاستخارة، فلا تكون النتيجة على هيئة حلم كما يعتقد البعض، وإنما تتمثل نتائج صلاة الاستخارة فيما يلي:

  • استشارة الناس، فعلى المسلم بعد تأدية صلاة الاستخارة أن يستشير الناس فإذا شجعوه على الأمر فهذه دلالة خير على الإقبال على الشيء، أو العكس فإذا لم يشجعك الناس على الأمر ورأوا أنه ليس خير فهي دلالة من دلائل صلاة الاستخارة.
  • تيسر الأمر الذي يستخير المرء الله فيه، فإذا تيسرت الخطوات الخاصة بالأمر الذي تستخير الله فيه فهو دليل خير، أما إذا تعطلت الأمور ولم تتيسر فاعلم أنها دلالة عن عدم الإقدام على هذا الأمر وأنه ليس خيرًا لك.

تكرار صلاة الاستخارة

إن صلاة الاستخارة أشبه ما تكون بصلاة الاستسقاء، من حيث إنها صلاة حاجة كما أنها ترتبط بالدعاء، وعلى هذا الأساس اتفق كل من المذاهب الأربعة: المالكية، والحنفية، والشافعية، والحنابلة، على أنه يجوز للمستخير إذا لم يتبين له أمر يختاره أن يكرر صلاة الاستخارة، فليس هناك عدد محدد أو عدد أقصى لتأدية صلاة الاستخارة.

وجاء الدليل من السنة النبوية الشريفة واضح حيث جاء عن عبد الله بن مسعود: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان مِن عادتِه إذا دَعا دعا ثلاثًا، وإذا سأَل سأَل ثلاثًا” [صحيح البخاري].

ونجد أن وجه الدلالة في الحديث الشريف أن الدعاء الذي تسن عليه الصلاة تكرر الصلاة له، مثل صلاة الاستسقاء.

متى تصلى صلاة الاستخارة

إن صلاة الاستخارة من السنن المحبة التي عملنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية القيام بها كما علم الصحابة دعاء الاستخارة التي يجدر على كل مسلم ومسلمة تعلمها حتى يستخيروا الله سبحانه وتعالى في كل وقت قبل أن يقدموا على أمر مهم في الحياة.

ومن الجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة هي أداء ركعتين دون الفريضة، أي أنها تصلى في أي وقت، ولكن لا يمكن أداء صلاة الاستخارة في الأوقات المنهي عنها والتي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتمثل تلك الأوقات المكروهة في ثلاثة أوقات هم:

  • الفترة بين صلاة العصر وصلاة المغرب.
  • المدة بعد صلاة الفجر إلى وقت طلوع الشمس.
  • الفترة التي تكون قبل الظهر بمقدار ربع ساعة.

ولقد جاءت الأدلة على ذلك في السنة النبوية الشريفة، نذكرها لكم فيما يلي:

  • عن عقبة بن عامل رضي الله عنه:ثلاثُ ساعاتٍ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَنهانا أن نصلِّيَ فيهنَّ، أو نقبُرَ فيهنَّ مَوتانا: حينَ تطلعُ الشَّمسُ بازغةً حتَّى ترتفعَ، وحينَ يقومُ قائمُ الظَّهيرةِ حتَّى تميلَ، وحينَ تضيَّفُ للغُروبِ حتَّى تغرُبَ[صحيح النسائي].
  • عن عمر بن الخطاب رضي الله: شَهِدَ عِندِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وأَرْضَاهُمْ عِندِي عُمَرُ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ” [صحيح البخاري].
  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَحَرَّوا بصَلاتِكم طُلوعَ الشَّمسِ ولا غُروبَها[تخريج المحلي].
  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَرْتَفِعَ، وإذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فأخِّرُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَغِيبَ” [صحيح البخاري].

إن صلاة الاستخارة من أهم الصلوات التي يجب أن يؤديها المسلم لكي يستخير الله عز وجل الذي يعلم الخير ونحن لا نعلم، فيدلنا الله على طريق الخير الذي يجب علينا اتباعه، وهي سنة محببة عن رسولنا الحبيب الذي يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتداء به في أمور دنيانا.